عن الإنسان والنفس والحياة – تدوينة قصيرة

Image
معظم البشر يدخلون هذا العالم, ينخرطون في نمط الحياة الذي تصادف أنهم عاصروه, وقد يموتون في إحدى الحروب وما أكثرها, ثم يغادرون كما دخلوا…. حاصل طرح الحياة قبل دخولهم منها بعدهم = صفر.
وهم في ذلك على أحوال: بعضهم يتوه في الظلمات, والبعض الآخر يسلك طريق الخير, تاركاً ذكرى طيبة لدى محبيه, لكنها ذكرى لا تدوم لأكثر من بضعة عشرات من الأعوام على أكثر تقدير- إلى موعد وفاة أولئك المحبين.
ثم هناك أولئك القلة من الذين يعرفون معنى اللحظة, يدركون سر الخلق, معنى أن يكونوا من جنس البشر, يعيشون وكأنهم شاهدوا بأنفسهم – ولم يخبرهم أحد – عن تلك المحادثة التاريخية بين الخالق جل في علاه وعباده من الملائكة والتي وُضعت فيها واجبات الخلق وتحددت مسؤولياتهم: “إني جاعلٌ في الأرض خليفة”..
هؤلاء منهم ينبع التغيير, ومن أجسادهم تتوقد الثورات, وعلى أكتافهم ترتفع الأمم وتعلو الاكتشافات. وهم قد يخسرون في ذلك أوقاتهم وحريتهم أو حتى حيواتهم, لكن وبلا تردد يقدمونها وأكثر, يقيناً منهم بأن في الجزاء الأخروي ما يعدل ذلك وأكثر. وأولئك القلة هم الذين يصنعون الفرق, وهم الذين يوزنون في المعادلة, وهم الذين يستحقون فعلاً أن يكونوا “ورثة الأنبياء”, وإلا فما العلم الحقيقي إن لم يكن علم الإنسان بما أراد الله له أن يكون؟!

One thought on “عن الإنسان والنفس والحياة – تدوينة قصيرة

  1. mohammedelqtrawi October 27, 2013 / 8:50 pm

    الله يفتح عليك ,,
    دعنا أيضا نفصل أكثر ونقول أن هناك ملايين من العظماء الذين لا يذكر التاريخ أسماءهم ولا يعرفهم أحد سوى الله تعالى لكنهم كانوا سببا لأشياء جميلة نتمتع بها هذه الايام .
    على سبيل المثال “القريب” إن كان التاريخ سيحفظ اسم القائد أحمد الجعبري مهندس وفاء الاحرار فإنه لن يحفظ أسماء المجاهدين الذين حفروا النفق الذي من خلاله اسر شاليط .
    وكذلك فإن هناك كثير من العظماء الذين أعانوا مهاتير محمد على تحقيق نهضة بلاده .
    ,واظن أن من حق هؤلاء علينا ان نشملهم في حديثنا عند ذكر الأحداث التاريخية التي كانوا سببا في نجاحها , كأن نقول | ” شكرا ل بيل غيتس والعظماء المساعدون له الذين كانوا سببا في تقدم العالم وتطوره و… ” 🙂

Leave a comment